Translate

2019/07/19

مستخلص البحث

لقد توسعت حريات التعبير في ظل التقنيات الحديثة في هذا العصر الذي اطلق عليه عصر المعلومات ، الا انه و بنفس القدر ساعدت هذه التقنيات علي دخول انواع جديدة من التحديات و الانتهاكات و المشاكل الاخلاقية و السياسية و الاقتصادية و المجتمعية ، و قد اجتهدت العديد من الدول لسن التشريعات و القوانين لمجابهة هذه التحديات الا انها لم تستطيع منعها ذلك لان التطور التكنولوجي مستمر و متواصل الامر الذي يحتاج الي استمرارية و تواصل في تغيير و تعديل التشريعات و القوانين لتتماشى مع التطور و التغييرات التكنولوجية وفي هذا العصر تحاول الدول المختلفة ان تتقدم في التكنولوجيا و تتقوي بالياتها وفق استراتيجيات تضعها مكرسة امكانياتها الاقتصادية و الثقافية و الايدلوجية المتاحة , لكن للاسف ظلت دولتنا ساكنة غير متفاعلة في هذا المجال و لا تتحرك الا بطريقة رد الفعل و الذي لا يحدث الا بعد فوات الاوان.
ان عالم اليوم اصبحت فيه تقنيات الاعلام الحديث تتحكم في مسارات النشر و توجهاته و توظفه لاغراض و اجندة سياسية و ايدولوجية و استراتيجية و اقتصادية , و اغلب هذه التقنيات تقدم تفاعلاتها و اخبارها و منشوراتها بدون سند او مرجع اخلاقي او ديني او قانوني او حتي عرفي , و للاسف قد سارت بعض وسائلنا الاعلامية التقليدية علي ذات المنهاج و اصبح ديدنها الاثارة و تقديم نشر الصورة القبيحة علي الحسنة دائما , كما انها تقوم بنقل المعلومات و الاخبار كما هي من الجهات الاخري بدون حياء و دون اضافة حتي تعليق او وجهة نظر حول امر ما تم نقله .
للاسف الشديد نجد المسئولين في الدولة في النظام السابق يسيئون استخدام هذه التقنيات الحديثة و لا يتفاعلون معها بالطرق الايجابية و فقط يقومون بنشر و تناقل الاشياء غير المهمة من صور و نكات و كاريكاتيرات .
يسعي هذا البحث لتسليط الضوء علي وسائل الاعلام الحديثة كاداة جديدة من ادوات العولمة حيث يتطرق اولا للحديث عن الاعلامي التقليدي بصورة مختصرة ثم يدخل في الاعلام الحديث بصورة مفصلة عن تعريفاته والياته و انواعه و تاثيراته , و لان الاعلام الحديث سلاح ذو حدين لذلك شمل البحث اثار الاعلام الحديث و وسائطه المختلفة واضعين الثورة السودانية كنموذج حيث قمنا بتغطية ما تم نشره في هذه الوسائط عن الثورة.
من الاغراض الاساسية للبحث معرفة ايجابيات و سلبيات الوسائط الاعلامية الحديثة و اثارها علي المجتمع و تقديم نماذج ملموسة و لاستكمال البحث تم الاهتمام بدراسة احداث الثورة السودانية علي الوسائط الحديثة بتوسع و ذلك لمعرفة مدي خطورة و اهمية هذه التقنية , والتعرض لحالة الثورة السودانية لا يقدم رايا او تحليلا سياسيا او اجتماعيا او معلوماتيا حول الثورة و اسبابها و انما يخوض في تاثيرات و تفاعلات الوسائل الاعلامية الحديثة , و في ذات الاطار و سعيا لاكمال منهجية البحث تم اعداد و توزيع استبياتات محاور اسئلتها حول الوسائل الاعلامية الحديثة و التعامل معها و تاثيراتها علي هذه الثورة و قد غطي البحث بعض المنشورات علي الوسائل المختلفة في الفترة السابقة سواء كان في المواقع الخاصة بالباحث في الانترنت او منشورات لاخرين كنماذج متنوعة مختارة بتمعن اضافة لمنوعات من منشورات في وسائل اعلامية عالمية عن الثورة السودانية و جميعها عبر الوسائل الحديثة .
لقد شهد العصر الحديث تغييرات كبيرة في مسار الحياة و ذلك بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي وقد لعبت وسائل الاعلام الحديثة ادوارا كبيرة فى هذه التغييرات حيث سهلت التواصل بين الناس و ساعدت فى توفير المعلومات بالسرعة وبالدقة و على الجانب الاخر افرزت اثارا سلبية جسدية و نفسية واجتماعية وثقافية واقتصادية علي المجتمع والدولة .
تدور محاور البحث حول تاثيرات الوسائل الاعلامية الحديثة وتكمن اهمية هذا البحث في مناقشة امور لها علاقة باسلوب تفكيرنا و طرق عملنا وكيفية الاستفادة من مدخلات التقنيات الحديثة الوافدة الينا فى الامور المفيدة و ترك سلبياتها اذ يعالج البحث مشكلة تطور فنون و وسائل الاعلام الحديثة وما هو مدي تتطور فهمنا و طرق استفادتنا من هذه الوسائل وماهي الاثار المترتبة علي استخدام هذه الوسائل وكيفية علاج المشكلات والقصور .
قبل الخوض فى تاثيرات الوسائل الاعلامية المختلفة علي الوعي المجتمعي يغطي البحث موضوع الاعلام ويتطرق الي تعريفه وانواعه المختلفة و وظائفه وانماطه و وسائله و اساليبه وكذلك اثاره في الحياة , ثم يتطرق للاعلام بلمحة تاريخية وتعريف الاعلام والتطور و التدرج الذي طرا عليه و مجالاته و اغراضه و وسائله المختلفة و ذلك بتوضيح مزايا و عيوب كل وسيلة وذلك علي الوعي المجتمعي كون الاعلام ايضا من الوسائل الحديثة التي تؤثر سلبا علي الوعي المجتمعي سواء كان في العادات الاستهلاكية بالنسبة للاسر وكذلك العادات الدخيلة للشباب , واخيرا يقدم البحث توصيات ومقترحات ربما تساعد و تساهم في وضع فهم جديد لكيفية استخدام هذه الوسائل و كيفية تجنب مخاطرها و ذلك مساعدة لتصحيح الوعي المجتمعي ليتمكن المجتمع من مجابهة التحديات التي يفرضها واقع وسائل الاعلام الحديثة .
جاء عنوان هذه الدراسة البحثية ضمن محور الإعلام وتاثيرات وسائله الحديثة علي الوعي المجتمعي , و ربما يغطي البحث جوانب اخري لها علاقة بالمجتمع و بالطبع فان الدولة في كافة مؤسساتها انما يحركها المجتمع بتفاعلاته المختلفة لذلك فان الوعي المجتمعي ضرورة لا بد من الخوض في تاثيراتها السلبية و الايجابية و ما كل المشاكل التي تحدث في الدول المختلفة الا نتاج ثقافة و عادات ووعي المجتمعات المختلفة و يمثل الاعلام الحديث الية مهمة و مؤثرة و فعالة علي المنظومات المجتمعية لذلك لا بد من التطرق اليها بالبحث الشامل والدقيق ومعرفة التأثيرات السلبية لهذه الوسائل على الدولة والمجتمع ، سواء كانت أخلاقية أو دينية أو اجتماعية او امنية او اقتصادية او سلوكيات أو عادات، وفي الحياة عموما، ومعرفة مدى تأثر الدولة والمجتمع بكل فئاته بهذه الوسائل وكيفية توظيفها توظيفًا إيجابيًّا من خلال النتائج والتوصيات التي توصلت اليها الدراسة , والبحث يتحدث عن تاثيرات وسائل الاعلام الحديث و لا يخوض في المفاهيم العميقة للوعي المجتمعي الا انه يتطرق الي تعريفات و مصطلحات بغرض توضيح العلاقة فقط .

ليست هناك تعليقات:

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...